بابا جعفر، في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، كان شخصية مهمة ضمن وفد دبلوماسي وصل إلى إسطنبول برفقة بابا مقصود الذي ينحدر من نسل وائل كاراني.
وفقًا للروايات، تم سجن بابا جعفر بسبب خلافه مع الإمبراطور البيزنطي الأول نيكيفوروس، وهناك استشهد في السجن.
في فترة العثمانية، تم قبول بابا جعفر كولي من قبل سكان إسطنبول، وخاصة النساء، وأصبح ضريحه مزارًا للزيارة.
تذكر مصادر مختلفة أن بابا جعفر تم سجنه أيضًا بسبب حالاته الصوفية التي أظهرها أثناء صلاته في آيا صوفيا. أما اكتشاف ضريحه فقد تم في عهد السلطان فاتح محمد، بفضل الشيخ عبد الرؤوف زنداني الذي جاء من أدرنة.
عن الضريح:
سنة البناء: القرن الخامس عشر
من قام ببنائه: الشيخ عبد الرؤوف زنداني
معمار: غير معروف
الخصائص البارزة:
يقع ضريح بابا جعفر في الطابق السفلي من سجن بابا جعفر التاريخي المكون من ثلاثة طوابق، الذي لا يزال قائمًا.
تم زيارة الضريح بكثرة من قبل النساء في فترة العثمانية، حيث كان يُعتبر مكانًا مقدسًا.
تعرّضت بنية السجن للتدمير نتيجة الحرائق والزلازل على مر الزمن، ولم يبقَ سوى الضريح وبعض المباني المحيطة به قائمة.
في عام ١٨٣٤، فقد السجن وظيفته كمكان احتجاز؛ وفي عهد السلطان محمود الثاني، تم نقل السجناء إلى سجن سلطان أحمد.
تم إحاطة الضريح بالمباني التي شُيدت مع مرور الوقت، مما جعله مخفيًا إلى حد كبير. خلال تنظيم شواطئ القرن الذهبي بين عامي ١٩٥٦ و١٩٥٨، تم إزالة الأحياء المجاورة له.
السجن الذي يقع فيه الضريح كان أحد السجون العثمانية الهامة التي تم فيها معاقبة أشخاص من مختلف الفئات الاجتماعية، بما في ذلك اللصوص، والعاهرات، والمدينين، والإنكشاريين، وحتى بعض البطريركيات.
يُعتبر الضريح ذا معنى روحي كبير، بالإضافة إلى دوره الهام في الذاكرة الاجتماعية، حيث يعكس مؤسسة عثمانية كانت تدمج بين مفهوم العقاب والإصلاح.