الجراح محمد باشا, الذي هو في الأصل من ديف أوشيرم, نشأ في إندرون ، واشتغل كجراح قصر في حجرة الحاشية. في هذه الفترة، قام بتختين الأمير محمد، ابن السلطان مراد الثالث، ومن هنا جاء لقبه “جراح”. في عام ١٥٧٨، تزوج من جفريي مملوك سلطان، وهي أرملة كابتان دريا بِيالي باشا.
في مسيرته المهنية، شغل منصب آغا الإنكشارية، وبيلرباي، ووزارات مختلفة، ثم تولى منصب صدر الأعظم بين عامي ١٥٩٨ و١٥٩٩. تم عزله بسبب مرضه، وتوفي في عام ١٦٠٤. جراح محمد باشا، بخدمته في القصر وصعوده إلى أعلى المناصب في الدولة، كان شخصية مؤثرة في الهيكل الإداري العثماني.
عن الضريح:
سنة البناء: ١٦٠٤
من قام ببنائه: جراح محمد باشا
معمار: معمار داوود آغا
الخصائص البارزة:
الضريح يقع داخل مجمع جراح محمد باشا الذي تم بناؤه في عام ١٥٩٣-٩٤. يتكون المجمع من مسجد، ومدرسة، ومدرسة ابتدائية، وقاعة دراسات، وسبيلي، ونافورة، وحمامين مزدوجين وضريح. يقع الضريح في الزاوية الشمالية الغربية من ساحة المسجد، ملاصقًا لجدار الساحة.
الضريح الذي يحمل خصائص العمارة العثمانية الكلاسيكية، يتميز بتخطيط مثمن، وهو مبني من الحجر المقطوع ومغطى بقبة. النوافذ السفلية مستطيلة ومزودة بإطارات رخامية، بينما النوافذ العلوية مزخرفة بأقواس مدببة. الرواق الخشبي الذي كان موجودًا في الفترات السابقة لم يصل إلى أيامنا هذه؛ وفي الوقت الحالي، يوجد مظلة خشبية حديثة.
الداخل بسيط للغاية. في السطح الداخلي للقبة توجد زخارف قلمية مكونة من زخارف نباتية. داخل الضريح يوجد ثلاثة صناديق خشبية تعود إلى جراح محمد باشا واثنين من أبنائه.
الضريح هو مكان ذكرى شخصية تاريخية هامة أعطت اسمها لمنطقة جراح باشا في إسطنبول، وهو جراح محمد باشا. يعد الضريح والمجمع المعماري مجموعة من الأبنية القيمة من حيث التراث العمراني والعمارة العثمانية.